بسكرة حاضرة الحواضر
نبذة عن ولاية بسكرة
بسكرة عروس الزيبان، بوابة الصحراء، همزة الوصل بين الشمال والجنوب ومهد الحضارات،فالشواهد الأثرية المكتشفة بمنطقتي شتمة والقنطرة كرؤوس سهام و مكاشط إلى جانب نقوشات حجرية بمنطقتي مزيرعة ومشونش تدل على وجود الإنسان بها منذ الأزمنة الغابرة، وقد توالت على منطقة بسكرة العديد من الحضارات نذكر منها الحضارة النوميدية ثم الرومانية فالبيزنطية والعهد الإسلامي، ففي القرن السابع الميلادي حوالي سنة 27هـ /627 م تمكن الفاتح عقبة بن نافع من فتح شمال افريقيا ومن ضمنها منطقة بسكرة وطرد الحاميات الرومانية منها وشاء القدر ان يستشهد بمعية أكثر من 300 شهيد سنة 63 هـ ببلدة تهودة قرب سيدي عقبة والتي تحمل اسمه وبها ضريحه، وقد تعاقبت على بسكرة عدة دويلات إسلامية أهمها: الدولة الأغلبية، الدولة الفاطمية، الدولة الحمادية، والدولة العثمانية، وبعدها جاء العهد الاستعماري، حيث احتلت فرنسا بسكرة في 04 مارس 1844 بعد مقاومة عنيفة من السكان المحليين، وبعدها شهدت بسكرة عدة ثورات ومقاومات شعبية خلدها التاريخ أهمها : ثورة الزعاطشة 1849 بقيادة الشيخ بوزيان – ثورة الصادق بلحاج 1858 بقيادة الشيخ الصادق بلحاج –ثورة العامري 1876 بقيادة محمد بن يحي بن محمد ثم الثورة التحريرية الكبرى أول نوفمبر 1954حيث كانت بسكرة الولاية السادسة الثورية و شهدت العديد من البطولات، فأنجبت الشهيد البطل سي الحواس والشهيد العقيد علي ملاح و العقيد محمد شعباني و غيرهم.
أصل التسميةان التسمية الحقيقية لمدينة بسكرة ظلت محل خلاف بين المؤرخين العرب والاجانب فمنهم من يرى ان اسمها ينحدر من كلمة فسيرة الرومانية التي تعني المحطة التجارية ، والبعض يرى ان اصل التسمية هي سكرة لحلاوة مياهها ، كما يعتقد البعض الاخر ان التسمية الحقيقية لها هي ادبيسنام وهي كلمة رومانية تعني المنبع المعدني حمام الصالحين حاليا وتسمى عروس الزيبان حسب ماجاء في لسان العرب لابن منظور : الزاب يعني الزيبة او الزابية التي يعلوها الماء.
موقع ولاية بسكرة
تعتبر ولاية بسكرة مقصدا سياحيا هاما بحكم موقعها الجغرافي والمؤهلات السياحية التي تمتلكها،من معالم سياحية طبيعية و تاريخية و ثقافية ودينية،ومنابع حموية ومعالم أثرية وصناعات تقليدية، ومن مسالك سياحية عبر واحات المنطقة التي تتخللها مواقع سياحية طبيعية عبر مختلف مناطق إقليم الولاية،لهذا اختيرت كأحد أقطاب الامتياز السياحي قطب جنوب شرق » الوادي، بسكرة و غرداية «.
تقع ولاية بسكرة في الجهة الجنوبية الشرقية من الجزائر،وتعد نقطة عبور وهمزة وصل بين الشرق والغرب، الشمال والجنوب مما جعلها مهد حضارات ومشعلا لثقافات ومعارف منيرة ، أكسبتها عراقة وأصالة.
يحد ولاية بسكرة : من الشمال ولاية باتنة.
- من الشمال الغربي ولاية المسيلة.
- من الشمال الشرقي ولاية خنشلة.
- من الجنوب الغربي ولاية أولاد جلال.
- من الجنوب ولاية الوادي.
المجال الحيوي
المنطقة الجبلية :
تكتنز هذه المنطقة منجما هاما من الملح كما يتواجد بها سد منبع الغزلان بالاضافة الى تنوع الصناعات والحرف التقليدية ، وبحكم وقوعها بسفوح الاوراس ، اهلت ارجاءها لان تعرف تربية النحل والفلاحة الجبلية تضم هذه المنطقة كل من دائرة القنطرة، مشونش ،الوطاية ، جمورة .
منظقة الزاب الغربي :
تغلب على هذه المنطقة زراعة النخيل المنتج لاجود انواع التمور ، اشهرها دقلة نور تعد اغلب اراضي الزاب الغربي سهولا وهضابا خصبة غنية بالاراضي الفلاحية الصالحة للزراعة . تغطي هذه المنطقة كل من طولقة اورلال وبسكرة.
منطقة الزاب الشرقي :
هي منطقة سهبية تسودها زراعة مكثفة للخضراوات ومحاصيل ذات فائدة صناعية كالحنة ، الملوخية التوابل كما يتواجد بالزاب الشرقي سد فم الغرزة بامكانية تخزينية بـ 43 مليون م 3 تسقى منه واحات نخيل سيدي عقبة
وتضم كل من زريبة الوادي وسيدي عقبة .
بسكرة تاريخيا
يرجع الحديث عن بسكرة إلى تاريخها العريق وموقعها المتميز ، فهي تضرب جذورها في ـأعماق التاريخ ، حيث تعاقبت على أرضها الحضارات والثورات من العهد الروماني إلى الفتوحات الإسلامية إلى الغزو الفرنسي والاستقلال ، بالاظافة إلى موقعها الاستراتيجي باعتبارها بوابة الصحراء ، وهمزة وصل بين الشمال والجنوب ومن الشرق والغرب ، وبمناخ وتضاريس مثمرة أيضا ، كل هذه المعطيات أعطتها أهمية عبر كافة المراحل والعصور التاريخية ، كما كانت الحضارات قديما على ضفاف الاودية والأنهار وعلى منابع المياه وفي الأماكن الحصينة والمنيعة ، فإن الحركة العمرانية لمدينة بسكرة انطلقت من مصادر المياه ، فكان منبع حمام الصالحين البداية الأولى لبسكرة ، فشكلت منابع الحمام ما عرف ب”فيسينام ” حيث عثر بالقرب منه على بقايا أثرية أما الثانية النواة الأولى لما عرف بالعهد الروماني “فيسيرة”.
العصور الحجرية :
ان الشواهد الاثرية المكتشفة تدل على وجود الانسان منذ الازمنة الغابرة وهذا ما وجد في منطقتي شتمة والقنطرة كرؤوس سهام ومكاشط إلى جانب نقوشات حجرية بمنطقة راس الميعاد ومنطقتي امزيرعة وامشونش.
العهد القديم :
توالت على منطقة بسكرة العديدمن الحضارات نذكر منها الحضارة النوميدية ثم الرومانية فالبيزينطية والعهد الإسلامي.
العهد الاسلامي:
في القرن السابع الميلادي حوالي سنة 27هـ /627 متمكن الفاتح عقبة بن نافع من فتح شمال افريقيا من ضمنها منطقة بسكرة وطرد الحاميات الرومانية منها وشاء القدر ان يستشهد بمعية اكثر من 300 شهيد سنة 63 هـ ببلدة تهودة قرب سيدي عقبة والتي تحمل اسمه وبها ضريحه وتبعد عن عاصمة الولاية 18 كلم ، وقد تعاقبت على بسكرة عدة دويلات اسلامية اهمها : الدولة الاغلبية ، الدولة الفاطمية ، الدولة الحمادية ، والدولة العثمانية ثم العهد الاستعماري.
الثورات الشعبية
احتلت فرنسا بسكرة في 04/03/1844 بعد مقاومة عنيفة من السكان المحليين وقامت عدة ثورات منها : ثورة الزعاطشة 1849 بقيادة الشيخ بوزيان – ثورة الصادق بلحاج 1858 بقيادة الشيخ الصادق بلحاج – ثورة عبد الحفيظ الخنقي.
ثورة العامري 1876 بقيادة محمد بن يحي بن محمد – الثورة التحريرية الكبرى اول نوفمبر 1945 : شاركت الولاية في سدس التفجيرات الاولى لليلة الفاتح نوفمبر ، فانجبت الشهيد سي الحواس ،والعقيد محمد شعباني ، عاشور زيان ودريس عمر والكثير …..
كلمة امازيغية مشتقة من فعل جيمي بمعنى البحث او الطلب وتعني بمفهومها الواسع البحث عن الشيء المفقود والصعب ايجاده وهذا ما يوحي الى صعوبة العثور والوصول الى هذه القلعة المتوارية عن الانظار والتي شيدت فوق هذه الصخرة الضخمة .
تقع منطقة جمينة السياحية جنوب جبال الاوراس ضمن سلسلة جبال احمر خدو على ارتفاع 650 م وتبعد عن ولاية بسكرة بحوالي 100 كلم عبر الطريق الوطني رقم 83 والذي يمر عبر مدينة سيدي عقبة ،كما تبعد بـ 6 كلم عن قرية تاجموت (بلدية مزيرعة) وعن دائرة زريبة الواد حوالي 35 كلم جنوبا و 40 كلم شرقا عن دائرة تكوت وتمتاز بمناخ بارد شتاءا ومعتدل صيفا كما تتسم بتنوع غطاءها النباتي والحيواني حيث تبعد 9 كلم عن محمية مزبال التي تعيش بها انواع من عدة حيوانات ايلة للانقراض كالأيل البربري وانواع نادرة من الطيور.
سميت مدينة سيدي عقبة نسبة الى الفاتح عقبة بن نافع الفهري ، وقد بنيت حول المعلم الديني (مسجد عقبة بن نافع ) في الفترة بين نهاية الحكم الموحدي وبداية الحكم الزياني.
اثناء عودة القائد عقبة بن نافع على راس جيشه الى مدينة القيروان مرورا بمدينة تهودة ، تمت محاصرته من طرف الجيوش البربرية بقيادة كسيلة ، حيث قتل رفقة ابو المهاجر دينار و 300 مجاهد . إن مسجد عقبة بن نافع يتضمن ضريحه يمثل تحفة معمارية ذات الطابع الاسلامي وقد تم ترميمه وتوسيعه عدة مرات.
اما محراب المسجد فقد قام الشيخ محمد بن محمد التونسي بترميمه بطلب من الشيخ احمد بن الحاج محمد بن الحاج التواتي سنة 1880 م. يضم مسجد عقبة بن نافع باب يعرف بباب طبنة وهو عبارة عن تحفة فنية اهداه الامير المعز بن باديس الصنهاجي امير القيروان.
صنف مسجد وضريح عقبة بن نافع والباب القديم (طبنة) كتراث ثقافي وطني.
تأسست خلال القرن العاشر ميلادي ،بعد تنقل احفاد الجد الاكبر الذين يقال انهم ينتسبون الى امويي الاندلس الذين هجروها بعد سقوط غرناطة نحو شمال افريقيا ، رفقة سيدي المبارك بن قاسم بن ناجي الأصغر ولقد أتى إلى الخنقة بعدما رأى في منامه رؤيا تامره بالذهاب اليها والاستقرار بها.
كانت الخنقة قديما تسمى باسم (مورد النعام)،ثم اصبح اسمها (سيدي ناجي) نسبة له وتبركا به،حيث كان سيدي ناجي عالما جليلا حسن الخلق،حميد الصفات جدير بالتقدير والاحترام وبقي يقدم اعماله الخيرية الى ان توفي بتونس ودفن بها.
تقع خنقة سيدي ناجي شرق ولاية بسكرة ، وهي تشكل نقطة التقاء ولاية باتنة بولاية خنشلة ،وهي قرية صغيرة تتوسط جبال عالية تحيط بها (كيفان) من كل الجهات,من الشرق يحيط بها (كاف السطحة) ،من الغرب (كاف زهانة)، من الشمال(كاف الصفاح) ومن الجنوب
(كاف سيدي الهاني). كانت الخنقة عبارة عن قطعة ارض يغطيها القصب وبعض النباتات اما الحيوانات الموجودة بها فاهملها النعام الذي كان يطفئ ظماه من مياه وادي العرب .
اهم المعالم السياحية
سلسلة من المساكن ومخازن الغلال معلقة في الجبال كاعشاش النسور ويتم الوصول اليها بواسطة الحبال لذا سميت ام الحبال
عبارة عن واحة زاخرة بالبساتين الغناء وافرة الينابيع سميت برمان نسبة الى الرومان الذين استوطنوها.
ابرز المحطات التاريخية
-الملك بيداس 539 م كانت جمينة الحصن المنيع لنساءه وكنوزه حيث ذكرها المؤرخ اليوناني بروكوب في كتابه حروب الوندال
-الكاهنة (ديميا) ومقاومتها للجيوش الاسلامية 697 م/704 م تحصنت بهذه المنطقة الوعرة واتخذتها مركزا وملاذا لها بعد مقتل كسيلة.
-المقاومة الوطنية 1954 م/1962 م : اتخذ المجاهدون من مخابئ جمينة خلفية لمقاومة الاستعمار الفرنسي والتي تم قصفها وتدميرها بعد اكتشافها.
ثرواتها
الثروة الغابية ومن اهمها الصنوبر ، العرعار،البلوط كذلك غطاءها النباتي المميز وقد اعتبرت كنزا للأعشاب الطبية كالشيح. بها ثروة حيوانية نادرة كالأيل البربري (الروي) والغزال والذئب والثعلب والأرنب البري وأنواع الطيور كالحسون الصقر والباز …..
تعتبر مدينة طولقة احدى المدن البسكرية القديمة التاريخ ،تبعد عن الولاية بـ 38 كم هي العاصمة الزاب الغربي، تعود جذورها الى عهد القرطاجيين .
كانت طولقة مدينة بربرية ذات علاقات طيبة بالمملكة القرطاجية ،بعد هزيمة الدولة القرطاجية اما الغزو الروماني وبسطه النفوذ على دول المغرب ،ادخلت المسيحية الى طولقة وشهدت بذلك معالم هذه الديانة كالكنيسة التي ماتزال اثارها قائمة الى اليوم في غضون القرن السابع الميلادي دخلت المسيحية الى طولقة فيلا ظلال الفتوحات الاسلامية بقيادة الفاتح عقبة بن نافع الذي صلى بها ثلاث جمعات في المسجد الذي بناه بعد فتحها.
ضمت مدينة طولقة في العصور الوسطى ثلاثة مدن عربية هي : ليشانة ، طولقة وبرج بن عزوز ، تحاط كل مدينة باسوار طوب وخنادق حولها انهار هي كثيرة البساتين والغابات من زيتون ، اعناب ونخيل . هناك من يرجع اصل المدينة الى النوميديين الذين انشؤوها على مجرى مائي ساخن اسموها (تيوشلة). احتوت طولقة على مسجد هو في الاصل كنيسة رومانية قديمة قبل فتح عقبة بن نافع للمدينة.
تستمد القنطرة تسميتها من كونها حلقة وصل بين التل والصحراء فهي جسر عبور بين الوجهتين،سميت في العهد الروماني بكالكسيوس هركلوس ومعناها قدم هيرقل نسبة للإغريقي هرقل إذ تروي الأسطورة بأنه فتح بسكرة بضربة من قدمه ككناية عن شجاعته وقوته ، ليعود بذلك تلقيبها الى الجسر الروماني البالغ ارتفاعه 06 امتار على طول 18 متر وعرضه 8 متر ، يقع هذا الجسر في الفج الواقع بين جبال القنطرة الذي الفت حوله اساطير ترجع اصله الى ضربة سيف علي او السيد عبد الله ، والبعض يرجعه الى احتمال ان الرومان هم الذين فتحوا شرخا لتسهيل المواصلات ، اما التفسير الجيولوجي لذلك فهو ظاهرة طبيعية مرادها الى البحار التي كانت في ازمنة غابرة تغمر هذه المنطقة اذ بقيت اثار امواجها بادية على جبال القنطرة وبذلك فان هذا الشرخ او الفج راجع إلى تأثير المياه على الجبال.
خلف القنطرة تاريخ زاهر وغني يرجع الى سنة 200 ق.م حيث عمر بها الانسان البدائي الذي عرف خلال هاته الحقبة الزراعة كنشاط رئيسي للاستمرار والحياة، تعاقبت عليها عدة حضارات وشعوب تركت بصمتها شاهدة في المنطقة وصنعت بذلك ذاكرتها الخالدة ،من بينها الفينيقيين ، الرومان ، البيزنطيين، العرب المسلمين ثم العثمانيين فالاستعمار الفرنسي .
باعتبار القنطرة بوابة بسكرة فد كانت وجهة وغاية العديد للاستقرار بها ، سحرها الفتان وجد ارضها بالخيرات جعلها ملتقى للعديد من الاجناس ، ينحدر اصل اهلها من عرقين غلبا على المنطقة ، اولهما امازيغي بربري وثانيهما عربي، اذ استقرت بها بعض القبائل العربية اثناء الفتوحات الاسلامية كقبيلة بني هلال وبني سليم.
تبعد بلدية القنطرة 54 كلم عن ولاية بسكرة حيث تضم ثلاث قرى منها قرية قرار التي تعني الحجارة تتواجد على الضفة اليسرى للوادي ، ثاني القرى قرية الدهراوية أو القرية الحمراء تستقر على الضفة اليمنى للوادي وثالثهما قرية بور العباس او القرية السوداء المتواجدة في ملتقى واد الحي بواد ابو بيادة ،هذه الخصائص جعلت القنطرة تتميز بموقع سياحي جميل يسلبك سحره ابتداءا من الباب الشمالي باب الصحراء بواحات النخيل السندسية ، مرتفعاتها ذات التكوين الجيولوجي القديم ، القرية الحمراء بالقصبة العتيقة الى جانب الاثار الرومانية خاصة منها الجسر الروماني .
اهم المعالم التاريخية
تعتبر الزاوية العثمانية بطولقة معلم حضاري ثقافي قيم وقلعة علمية منيرة يتوهجها قلوب الشغوفين للارتواء من مناهل العلم وتذوق لذته وحلاوته فهي قطب مشع بعلوم الدين والشريعة تنتسب هذه الزاوية العتيقة الى مؤسس الطريقة الرحمانية الشيخ محمد بن عبد الرحمن الازهري ،تاسست الزاوية على يد الشيخ على بن عمر سنة 1780 م وعمره لا يتجاوز 28 سنة بعد ان اذن لهشيخه محمد بن عزوز البرجي الذي لقنه الطريقة ،وقد شهد للولي الصالح الشيخ على بن عمر سنة 1752 م بالصلاح ، التقوى ،الزهد والنسب الشريف الذي ينتهي الى الشيخ على بن عثمان الشريف الحسني.
كان الدور الرئيسي للزاوية منذ نشاتها ينحصر في تعليم القران ونشر تعاليم الدين السمحة وترسيخ العقيدة في النفوس الى جانب مساعدة الفقراء والمساكين وايواء واطعام عابري السبيل ، وهي مهمة نبيلة حرص ومازال يحرص عليها كل من تولى رعاية الزاوية وترسيخ مهمتها الحميدة. تتضمن الزاوية العثمانية مكتبة تعد من ابرز المعالم الثقافية في الجزائر لما تحويه من كتب ومطبوعات ومخطوطات نادرة فبعضها مطبوع بطريقة حجرية فريدة.
عادات وتقاليد
يتميز المجتمع البسكري بالطابع العائلي المقدس للعادات والتقاليد،تربطه القرابة العائلية المكونة لاعراش تصلها القرابة الدموية حفاظا على صفاء النسل والثروة ويتسع العرش فتتكون العشيرة التي تلبي الاحتياجات النفسية والاجتماعية ، يتم الاتصال بين الاحياء بما يسمى (الصباط)حيث تناقش الامور اليومية وتتبادل الاخبار في شتى مارب الدنيا سواء تعلقت باخبار تاريخ العرش او احداث عابرة في يومياتهم ،قد يكون هذا الجمع منقسما الى جماعات من اطفال ، نساء او شباب وغالبا ما يجتمع الجمع حول راوي يقص حكايا شعبية او خرافية ، كما يجتمع الناس حول عمل تطوعي يعرف (بالعونة) من اجل مد يد المساعدة لبناء مرفق ومساعدة شخص ما في امر تعسر عليه يلطف جو العمل ويخفف مشقته اغاني شعبية او قصا طريفة.
السوق
له دور بارز فهو مؤسسة اجتماعية فضلا عن كونها مكان تسوق وقضاء الحاجات وملتقى يجمع اكبر عدد من السكان باختلاف مراكزهم الاجتماعية والثقافية يجد فيها السكان اشباعا لمختلف حاجياتهم كما يخصص بها مكان لبيع الادوية الشعبية التي يستعين فيها اصحابها بمخطوطات تضم رسومات تسجل احداث غزوات ومكارم الاولياء الصالحين ، كما تتخلل السوق العاب سحرية شيقة.
أعياد الزيبان
تحي ولاية بسكرة اعياد واحتفالات شعبية محلية ووطنية تعبر من خلالها عن المخزون الثقافي والتاريخي العريق وتسعى الى تثمينه تظاهرات ونشاطات ثقافية تلقي اقبالا واسعا وصدى كبير من طرف الجمهور المحلي والخارجي ، ومن بين اهم الاحتفالات نذكر ما يلي :
شايب عاشوراء:
هي من بين أهم الأعياد الدينية التي تحتفل بها بسكرة ،فطريقة الاحتفال به تختلف من منطقة لاخرى ، ففي يوم عاشوراء تخرج قافلة الزكاة ، فتقوم قافلة بالتنقل بين أزفة وشوارع المداشر ،صانعة أجواء بهيجة تحت وقع نغمات المزامير وضرب الدفوف الى جانب استعراضات بهلوانية. من جهة اخرى يقوم جمع من الرجال بزيارة المنازل وجمع الزكاة وتوزيعها على المستحقين في نفس الليلة بكل تستر وامان ليجد الفقير نصيبه محفوظا صباح الغد.
عيد التمور:
يقام في شهر نوفمبر ويدوم من ثلاثة الى اربعة ايام، يكتسي صبغة ثقافية واقتصادية ،حيث يعمل على الترويج والتسويق لمنتوج التمور المتعدد الانواع والاذواق ذو الجودة العالية اضافة الى جلب السياح كما يعمل على ابراز تقاليد المنطقة ومعالمها التاريخية الاثرية ، هذه التظاهرات تتخللها نغمات تراثية ورقصات عريقة تحييها فرق فلكلورية محلية كما تقام استعراضات مشوقة وحفلات فنية ساهرة.
عيد الربيع:
يقام الاحتفال سنويا بعروض لفرق فلكلورية والخيالة ومعارض للسلع والمنتوجات الفلاحية.
دقلة نور العالمية
دقلة نور “فاكهة من عسل وعنبر ، بنت الشمس والنور” هكذا وصفها “كيرنونسكي”، تلك الثمرة الطيبة الاجود والاحسن عالميا على الاطلاق. من مميزات دقلة نور مذاقها وطعمها اللذيذ كما انها نصف جافة ولونها بني لا يتعدى وزنها 12 غ ،وطولها ما بين 37 ملم و 50 ملم. اما متوسط قطرها فيصل الى 18 ملم.
يتصدر انتاج دقلة نور كل انواع التمور بفضل النوعية الجيدة والانتاج الوفير فهو بمثابة ثوة اقتصادية هامة لولاية بسكرة ويعود ذلك للعناية والدعم الكبيرين اللذين تخصهما السلطات المعنية لهذا النشاط. من خلال اليات الدعم الفلاحي وتوفير مصادر مياه السقي كما يضمن المناخ الحار والجاف النمو الطبيعي وطول العمر للنخيل.
يقدر العدد الاجمالي لهذه الثروة الموزعة على كل واحات بسكرة 4121858 نخلة .يخصص جزء من هذا المنتوج للاسواق الداخلية اما كمية الانتاج الاخرى فتخصص للتصدير.
الآلات الموسيقية
تشتهر منطقة الزيبان بتنوع وثراء موسيقى كبير ،تميزه الالات الموسيقية المختلفة المستعملة من منطقة لأخرى مثل الالات النفخية كالمزود (الشكوة)، الزرنة والناي وهناك الالات الايقاعية كالطبل ، البندير، الدربوكة والقرقابو.
إعلام وشخصيات من الزيبان
ولد الاديباحمدرضاحوحو سنة 1910 م ببلدية سيدي عقبة ولاية بسكرة ، انضم الاديب الى جمعية الشباب العقبي الثقافية وبرز فيها كمسرحي بارع ، بعد ذلك رحل واسرته الى الحجاز والتحق هناك بمدرسة العلوم الشرعية بالمدينة المنورة ، بعد اتمام دراسته اختير للتدريس بها، وادر مسرحياته ولقاءاته ومقالاته. ساهم الاديب في عملية الاصلاح والبناء ببسكرة، وانظم الى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، واصدر سنة 1949 م جريدة (الشعلة) التي كانت تعني بنقد الشخصيات الاجتماعية والثقافية والسياسية ، وكانت له فيها العديد من الاركان الساخرة.
هو محمد العيد ال خليفة ولد سنة 1904م بمدينة عين البيضاء . توجه الى تونس للانتساب الى جامع الزيتونة ، ثم توجه الى العاصمة عام 1927 م للتدريس (بمدرسة الشبيبة الاسلامية) الحرة مكث فيها كمدرس ثم كمدير، كان من المساهمين الكبار في تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ونشر العديد من قصائده في صحفها ، بعد استرجاع السيادة الوطنية تفرغ محمد العيد ال خليفة للإنتاج الفكري الأدبي حيث تربع على امارة الشعر في الجزائر ورافق شعره مختلف مراحل النهضة الجزائرية الحديثة ثقافيا ووطنيا.
الطيب بن محمد بن ابراهيم بن الحاج صالح العقبي المعروف بالطيب العقبي ، عالم مصلح ، كاتب، صحفي،خطيب ولد ببلدية سيدي عقبة ونشا فيها، ثم هاجر الى المدينة المنورة ودرس على يد مشايخها الكبار، وفي سنة 1920 م عاد الى الوطن وسكن بمدينة بسكرة وتولى التدريس في بعض مساجدها – اصدر في سنة 1927م بمدينة بسكرة جريدة الاصلاح وسنة 1931م شارك في تاسيس جمعية العلماء المسلمين وفي سنة 1933م تولى رئاسة تحرير جريدة السنة ثم جريدة الشريعة ثم جريدة الصراط السوي.
هو عبد المجيد حبة بن محمد بن علي بن محمد ، ولد عام 1911م ببلدية سيدي عقبة ، اخذ ينهل من العلم والمعرفة على يد علماء عصره بسيدي عقبة من امثال الشيخ الصادق بلهادي والشيخ الابراهيمي والطيب العقبي، قام بالتدريس والتوجيه والارشاد والافتاء بمسجد سيدي عقبة ، فسر القران الكريم في مدة 12 سنة . التحق بصفوف الثورة التحريرية الجزائرية خلال ثورة نوفمبر 1954 م ،كان مؤرخا وعالما بتاريخ المغرب العربي الى جانب تضلعه في علم اللغة والفقه واصوله وعلم الحديث والتفسير والقراءات.
ولد الشيخ محمد خير الدين عام 1902م بقرية فرفار دائرة طولقة ولاية بسكرة، سافر الى تونس سنة 1918 وانتسب اى جامع الزيتونة ليتخرج عام 1925م،ثم يعود الى بسكرة في سنة 1927م انشا جمعية لشراء مطبعة لطبع جريدة الاصلاح التي اسسها العلامة الطيب العقبي .
شارك في تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ،وشارك في تاسيس لجنة الدفاع عن الحرية واحترامها . التحق بصفوف الثورة عام 1955م وارسل بعدها الى المغرب الاقصى ليمثل جبهة التحرير الوطني حيث لبث في المهمة الى غاية الاستقلال ومثل الجزائر احسن تمثيل توفي سنة 1993.
ولد الشيخ محمد سعيد الزاهري اللياني في عام 1899 م ،تتلمذ على يد العلامة عبد الحميد بن باديس ، بعدها رحل الى جامع الزيتونة ليتحصل على شهادة التطويع العالمية سنة 1924م .
ظل الزاهري محاربا بقلمه ولسانه وكاتبا في عدة صحف مشرقة حتى تم تاسيس جمعية العلماء المسلمين سنة 1931م . حيث كان احد ابرز رجالاتها ومصلحيها ومشاركا بمقالاته في جرائدها. اصدر جريدة (عصا موسى ) الناقدة.
هو محمد العيد ال خليفة ولد سنة 1904م بمدينة عين البيضاء . توجه الى تونس للانتساب الى جامع الزيتونة ، ثم توجه الى العاصمة عام 1927 م للتدريس (بمدرسة الشبيبة الاسلامية) الحرة مكث فيها كمدرس ثم كمدير، كان من المساهمين الكبار في تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ونشر العديد من قصائده في صحفها ، بعد استرجاع السيادة الوطنية تفرغ محمد العيد ال خليفة للإنتاج الفكري الأدبي حيث تربع على امارة الشعر في الجزائر ورافق شعره مختلف مراحل النهضة الجزائرية الحديثة ثقافيا ووطنيا.
من أعمدة الفن بالزيبان
ولد معطي بشير يوم 5 افريل 1942 ببسكرة بدء بشير مباركي المعروف بمعطي بشير مشواره الدراسي ببسكرة قبل الانتقال إلى باريس لمتابعة دراسات في الموسيقى من 1960م الى 1962 م.
وفي السنة الموالية بدء مشواره الفني كمغني بإذاعة الجزائر حيث سجل اكثر من 25 اغنية اشهرها (من يصبرني)، اشتهر اكثر كمؤلف وملحن . احصى له الديوان الوطني لحقوق المؤلف نحو 400 قطعة موسيقية في مختلف الانواع والطبوع، وقد وافته المنية يوم الخميس 8 جانفي 2004 م بباريس اثر مرض عضال.
هوفنان صحراوي مشهور بأغنية راس بنادم ، وتوحشت أولاد نايل، جار بجار وعدة اغاني ولد سنة 1923م بمدينة أولاد جلال ببسكرة، بدا حياته الفنية في 1941م بالإذاعة، حيث كرس حياته للفن من 1941م الى 1996م ،وخلف ما لا يقل عن 1500 أغنية.
يعتبر من مشايخ الغناء الصحراوي حيث كان يتمتع بثقافة واسعة ويحفظ ويحلل ويناقش معاني وابعاد وصور المئات او الالاف من القصائد الشعرية الشعبية من أشعار الخالدي والتريكي وبن المسايب وغيرهم من التراث الشعبي، توفي في 16 جويلية 1996 عن عمر ناهز 73 سنة .
ولد عاد 1921م بسيدي خالد (اولاد جلال)تاثر بخاله الشيخ الحاج بن خليفة الذي كان مداحا، انتقل خليفي الى العاصمة التي مكنته من ارساء شهرته اولا بصفته مؤديا للمدائح الدينية، وبعدها كقائد للفرقة الموسيقية البدوية بالاذاعة .
خلال الحصة الاذاعية تحت عنوان (من كل فن شوي) للاستاذ محمد الحبيب حشلاف،برز اسمه لدى المستمعين والجمهور، وبفضل صوته الجهوري الجذاب استطاع ان يمثل وحده طيلة نصف قرن النوع البدوي (ياي ياي) وهو نوع موسيقي جزائري خالص.
مغنية جزائرية وسيدة النوع الموسيقي المسامعي ولدت مريم فكاي ببسكرة سنة 1889 م، بدأت مريم فكاي مشوارها الفني بنوع موسيقى متميز خاص بالنسوة وهو النوع المسامعي الحوزي حيث أدت هذا الطابع في بدايتها مع معلمتها يامنة فأثمرت نوعا فنيا بإدخال إيقاعات راقصة على الاغنية الشعبية.
في سنة 1953م كونت مريم فكاي فرقة فنية متكونة من الشيخات فاستطاعت بذلك ان تحقق النجاح والشهرة وان تتربع على عرش الاغنية الجزائرية الاصيلة، والى جانب الطابع المسامعي الذي تميزت به ادت الطابع العروبي والحوزي والنوبات الاندلسية .
من مواليد 1948 بالجزائر العاصمة. مع العلم ان اصوله تعود لمدينة سيدي خالد بولاية بسكرة ، كانت اول تجربة له في الميدان الفني في سن 18 باغنية اول حب التي لحنها له الفنان الهادي رجب ، لتتوالى إبداعات الفنان محمد عنقر التي جسدتها كلماته الجميلة ومع كل كلمات اغنية كان هناك صوت جديد يولد . فكان الشاب مامي وعبد الرحمان جلطي باغنية (بيني وبينك) والفنانة نادية بن يوسف والشاب خالد في رائعة (صلو على النبي) و (وين الهربة وين)، ومن ابرز من لحن اغانيه نجد شريف قرطبي ، احمد وهبي ،نوبلي فاضل وآخرون….
من مواليد 8 افريل 1935 ببسكرة، كان شاعرا ومؤلفا. زاول دراسته في معهد عبد الحميد بن باديس في قسنطينة .سافر الى تونس ودرس في الزيتونة وتحصل على البكالوريا، ثم عن الدبلوم في التمثيل من مدرسة التمثيل العربي عام 1959 ،وفي عام 1963 حصل على ليسانس في اللغة العربية من كلية التربية بجامعة بغداد . بعد عودته الى الجزائر اشتغل مدرسا ،ثم مذيعا ومنتجا ومقدم برامج في الاذاعتين التونسية والجزائرية، كما تراس تحرير مجلة الوان (1972-1991)،حصل على جائزة افضل نشيد وطني عام 1983 بعنوان من (اجلك عشنا يا وطني )، توفي في 24 فيفري بالجزائر العاصمة.
هو محمد بن العابد بن عبد الله السائح بن سيدي يوسف بن السماتي ، ولد سنة 1890م ببلدية اولاد جلال بولاية بسكرة ، انتقل سنة 1920 م الى مدينة قسنطينة وتتلمذ فيها على يد الشيخ عبد الحميد بن باديس له سبع قصص قصيرة نشرها في جريدة الشهاب ويعتبر مؤسس للقصة القصيرة في الجزائر ، له عدد كبيرمن المقالات التي يتناول فيها موضوعات وطنية واجتماعية وتربوية وسياسية ، وله كتاب بعنوان (تقويم الاخلاق)،كتب القصيدة العمودية وجدد في موضوعاتها واساليبها ، لحق بجوار ربه في فيفري 1967م .
قادة الولاية السادسة التاريخية
العقيد احمد بن عبد الرزاق حمودة (سي الحواس)من مواليد سنة :1923 بمشونش إحدى قرى الأوراس. بدأ نشاطه السياسي في حركة انتصار الحريات الديمقراطية، مع فجر الثورة التحق سي الحواس بالرعيل الاول لجيش التحرير الوطني ، وفي شهر سبتمبر 1955 وبقرار من قادة الاوراس انتقل الى الصحراء للعمل على توسيع رقعة الثورة ،بعد وفاة علي ملاح عين قائدا للولاية السادسة ثم كلف العقيد سي الحواس وعميروش بالقيام بمهمة الاتصال بقيادة الثورة المتواجدة بالخارج. تنفيذا لتلك المهمة قدم العقيد عميروش في شهر مارس 1959 من الولاية الثالثة والتقى بزميله سي الحواس نواحي بوسعادة. وفي جبل ثامر استشهد القائدان في اشتباك مع العدو.
علي ملاح المعروف بالعقيد سي الشريف ولد في 14 فيفري 1924 بذراع الميزان ولاية تيزي وزو.
في الفاتح من نوفمبر 1954 كان على راس فوج هاجم بلدية عزازقة ،عين باقتراح من العقيد اعمر او عمرن قائدا للولاية السادسة برتبة عقيد ليقوم بارساء دعائم الكفاح المسلح بهذه المنطقة الصحراوية،ذات التضاريس المكشوفة والمناخ الصعب.
حيث قام بتنظيم هذه المنطقة وتوجيه مجاهديها ومسبليها سياسيا وعسكريا .استشهد في 31 مارس 1957 بقصر البخاري بلمدية.
ولد في 4 سبتمبر 1934 بأوماش ، بسكرة بعد التعليم الابتدائي في بسكرة، انتقل الى قسنطينة عام 1952 للدراسة في معهد شيخ بن باديس . وهناك اكتشف الالتزام السياسي واهمية الكفاح المسلح من خلال صحف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. شارك في اولى العمليات عند اندلاع الثورة ثم اصبح كاتبا مساعدا لسي الحواس في منطقة الصحراء، وسنة 1959 عين على راس المنطقة الثالثة من الولاية السادسة بعد استشهاد العقيد سي الحواس خلفه على راس الولاية السادسة .
اشتهر بكونه اصغر عقيد في العالم كان له دور في توسيع العمليات العسكرية في الجنوب الكبير خاصة بعد اكتشاف البترول وسعي فرنسا الى سياسة فصل الصحراء.